الحركة الكشفية في فلسطين
يعود تاريخ الحركة الكشفية في فلسطين إلى أواخر العهد العثماني حيث اهتم الأتراك بالحركة الكشفية خاصة بعد نشوب الحرب العالمية الأولى وفي عهد الانتداب البريطاني على فلسطين اهتمت دائرة المعارف العامة بتأسيس الكشافة في المدارس خاصة ولكون مدير المعارف العام مستر بورمان هو نفسه مندوب الكشافة العام وأخذت الحركة الكشفية الفلسطينية تنمو وتتصاعد حتى قام الإضراب الثورة الكبرى واشتركت الفرق الكشفية في إدارة واجباتها الوطنية فأخذت الحكومة بمطاردتها ومنعت أعضائها من الظهور بالملابس الكشفية فتوقفت الحركة الكشفية وفي عام 1945م تم تشكيل الاتحاد الرياضي الفلسطيني حيث كان أول اهتماماته التي سعى إليها اتخاذ قرار بإحياء الحركة الكشفية الفلسطينية من جديد حيث عقدت اللجنة التنفيذية للأرض مؤتمر عام في القدس بتاريخ 15/7/1945م لقادة الحركة الكشفية حيث اجتمعوا واتخذوا قرار بتأسيس جمعية الكشافة العربي الفلسطيني وقاموا بانتخاب الرئيس العام فوزي محي الدين النشاشيبي وهو احد القادة الذين رافقوا الحركة الكشفية منذ بدايتها وعملوا فيها منذ 1919م وحاز على العديد من الأوسمة كما ألف الكتب العديدة حول الكشافة وأنظمتها وأعمالها ورسائلها كما قاموا بانتخاب مفتشي الألوية الستة.
واستطاعت الكشافة الفلسطينية توحيد صفوفها من جديد في 186وحدة كشفية تضم أكثر من عشرة ألاف كشاف على النحو التالي:
338 قائد و5991جوالاً و1450شبل وبسب توقف المدارس في هذه المرحلة.من تأليف الفرق الكشفية بان العدد كان يرتفع بالتدريج من الأشبال الكشافين إلى الجوالة مع أن العكس هو المفروض وقد ساهمت الوحدات الكشفية في جمع الأموال للمشاريع الوطنية كما اشتركت في إحياء المناسبات الدينية والقومية وساهمت في التربية الأساسية عبر زيارتها المتكررة للقرى.
ومن الجدير بالذكر إن الجمعية لم تتعرض للتداخلات السياسية لأنها لم تتدخل في اللعبة السياسية أصلا فلم تحسب لها الزعامات السياسية آنذاك حساباً على لائحة المشبوهين نواياهم في الوصول إلى المراكز القيادية أما حكومة الانتداب فقد حسبت لهذه الجمعية حسابات أخرى جعلتها تخشى من هؤلاء الشبان الفتية المنتشرة بالآلاف والمتدربين على النظام والتعاون والانضباط.تهتم الكوادر التي تخشى منها الحكومة قبل سواهم فمنها خرج المناضلون الأقوياء الذين تدربوا على الطاعة والنظام وهذا كان السبب الرئيسي إلى رفض الاعتراف بجمعية الكشاف العربي الفلسطيني طيلة الفترة الأولى من حياتها قبل الحرب العالمية الثانية . ولما أعيد تنظيم الجمعية في أواخر الحرب عاد رؤسائها إلى الضغط المتواصل على الحكومة وعلى الجامعة العربية وعلى الكشاف العربي والكشاف في لندن والكشافة الدولية وبعد عام من الضغط المتواصل تم الاعتراف بها كعضو في حركة الكشافة العالمية في المكتب الدولي وكانت القاعدة من هذا الاعتراف الرسمي هو عدم الخوف من التعرض إلى المطاردة من قبل الحكومة والمنع من إقامة الاستعراضات والظهور بالزى الرسمي.
وتعتبر الجمعية من بين الجمعيات المنتشرة على الأرض الفلسطينية والجمعيات ذات النشاطات الوطنية البارزة خاصة وأنها استمرت في أعمالها بانتظام واستمرت حتى النكبة حيث اعترف بها كعضو في حركة الكشافة العالمي فكان سرور الكشافة في فلسطين عظيماً بهذا الاعتراف الدولي بهم لأنه يعني انتمائهم إلى امة مستقلة كسائر الأمم وفي عام النكبة1948 تشرد شعبنا في شتى أنحاء الوطن العربي وتوقفت الجمعية إلى عام1964حيث أصدر الحاكم العام المصري في قطاع غزة قرار بتشكيل الهيئة العامة الفلسطينية للكشافة والمرشدات وهي بمثابة امتداد لجمعية الكشاف العربي الفلسطيني حيث تألفت هذه الهيئة من:
1_جمعية الكشافة البحرية.
2_جمعية الكشافة الجوية.
3_جمعية الكشافة البرية (الفتيان).
4_جمعية المرشدات.
وأخذت هذه الجمعيات تعمل على نشر الحركة الكشفية في كافة أنحاء قطاع غزة واقبل عليها الفتية والشباب إقبالا منقطع النظير فازدهرت ونمت وكانت هذه الهيئة هي العنوان الكشفي الوحيد للحركة الكشفية الفلسطينية بقيادة الخ (صبحي فرح) وبقيت تعمل بهذه الروح حتى عام النكبة سنة 1967 واحتلت إسرائيل قطاع غزة عسكرياً وقضت على الحركة الكشفية هناك ومنعتها من القيام بنشاطاتها ومزاولتها وطاردت أعضائها مما أدى إلى توقف الحياة الكشفية هناك توقفاً نهائياً حتى عام1993 حيث بدا الشباب المعنيين بالعمل بهدف إعادة أحيائها من جديد.
أما في الضفة الغربية فقد اندمج العمل الكشفي ضمن إطار العمل الكشفي الأردني وتحت رعاية الكشافة الأردنية وانتشرت المجموعات الكشفية في غالبية مدن وقرى الضفة الغربية بشكل ملحوظ وبقيت الحركة الكشفية فاعلة ولم تتأثر بالنكبة على العكس فقد ازدهرت أكثر فأكثر وفي عام1983حيث تم تشكيل اتحاد الحركة الكشفية الفلسطينية بالضفة الغربية وقطاع غزة انضمت إليه معظم المجموعات الكشفية وتم انتخاب المجلس الكشفي الأعلى الأول والمؤلف من:
1_ محمد روبين معرف/ قائد مجموعة هلال القدس.
2_ محمد درويش الدهدار/ قائد مجموعة كشافة إسلامي رام الله.
3_ امين محمد الباشا / قائد مجموعة جمعية الشبان المسلمين _ القدس.
4_خليل فرهود / قائد مجموعة دير الآتين _ بيت ساحور.
5_ جمال الجولاني/ قائد مجموعة شعفاط (آنذاك) المفوض العام الحالي.
6_ عمر جميل/ قائد مجموعة البيرة الأولى.
واخذ هذا المجلس يعمل بجد ونشاط في العمل على توحيد الحركة الكشفية في الوطن المحتل وتطويرها فأقام المخيمات الكشفية والاستعراضات والندوات وإصدار النشرات رغم القيود والمطاردات التي قام بها الاحتلال والاعتقالات لأفراد الحركة الكشفية وقادتها حيث شملت قائد الاتحاد وأعضاء من المجلس الأعلى للاتحاد وأعضاء المجموعات وبقي الاتحاد يعمل حتى عام 1993 وعلى اثر المسيرة السياسية تم إصدار وثيقة التحويل والاندماج في إطار جمعية الكشافة والمرشدات الفلسطينية التي شكلت خارج الوطن وأخذت تتابع تطورات الحركة الكشفية وواصلت نضالاتها من اجل قبول فلسطين كعضو دائم يتمتع بكامل العضوية والحقوق في المنظمة العالمية للحركة الكشفية بقيادة الأخ أحمد القدوة رئيس الجنة التنفيذية للجمعية التي عادت إلى ارض الوطن.
حيث حازت جمعية الكشافة والمرشدات الفلسطينية على الاعتراف الدولي في يوليو / 1996م